استيراد الغاز الأذربيجاني إلى سوريا عبر تركيا يعتبر تحولاً بارزاً في قطاع الطاقة، حيث أعلن وزير الطاقة عن بدء ضخ الغاز اعتباراً من أغسطس 2025
تستعد سوريا لدخول مرحلة جديدة في قطاع الطاقة مع بدء استيراد الغاز الأذربيجاني عبر تركيا اعتبارًا من الثاني من آب/أغسطس 2024. تهدف هذه الخطوة إلى معالجة أزمة الكهرباء في سوريا، وتوفير كميات إضافية من الطاقة لتغطية الطلب المتزايد، خصوصًا في المناطق الصناعية والحيوية.

زيادة 900 ميغاواط في الشبكة… كيف ستؤثر على الكهرباء في سوريا؟
أكّد وزير الطاقة السوري، المهندس محمد البشير، أن ضخ 3.4 ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي يومياً سيؤدي إلى توليد نحو 900 ميغاواط إضافية من الكهرباء في سوريا. هذا التحسن يُعد نقلة نوعية في ظل التغطية الحالية التي لا تتجاوز 2300–2600 ميغاواط، بينما يصل الطلب إلى حوالي 9000 ميغاواط، ما يعني استمرار وجود عجز كهربائي كبير.

توقعات رسمية: زيادة ساعات الكهرباء إلى 10 ساعات يوميًا
بحسب تصريح رسمي لوزير الطاقة السوري، من المتوقع أن ترتفع ساعات تشغيل الكهرباء في سوريا إلى 10 ساعات يومياً مع بدء استيراد الغاز الأذربيجاني يوم السبت المقبل. هذه الزيادة ستنعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين، وستخفف من معاناة التقنين الطويلة التي عاشتها معظم المناطق خلال السنوات الماضية.

 : المستفيدون الأوائل من الغاز الأذربيجاني
ستكون المناطق الصناعية في سوريا، خاصة مدينة حلب، أولى المستفيدين من هذه الكمية الجديدة من الغاز والكهرباء، ما يدعم المصانع والشركات المحلية، ويساعد في دفع عجلة الإنتاج والنمو الاقتصادي. كما سيساهم تحسن التغذية الكهربائية في دعم القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والخدمات العامة.

التحديات مستمرة: هل ستختفي مشكلة التقنين في سوريا؟

رغم التحسن المرتقب، لا تزال مشكلة عجز الكهرباء مستمرة، حيث يتجاوز العجز الفعلي 5500 ميغاواط. وستظل الحاجة قائمة لتنفيذ مشاريع جديدة، مثل إدخال الغاز القطري والتركي في الخدمة، بالإضافة إلى الاتفاقيات مع شركة UCC القطرية.

إذا تم تنفيذ هذه المشاريع بنجاح، قد تشهد سوريا خلال السنوات القادمة تحسنًا ملحوظًا في استقرار الشبكة الكهربائية وتقليل العجز تدريجيًا حتى الوصول إلى الاكتفاء الذاتي.

أثر استيراد الغاز الأذربيجاني إلى سوريا على الكهرباء

مع استقرار التغذية الكهربائية، ستتاح فرص أفضل للاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، حيث يمكن أن تصبح الشبكة أكثر مرونة وقدرة على دمج مصادر الطاقة البديلة بشكل فعّال، وهو ما تدعمه رؤية وزارة الكهرباء السورية خلال السنوات القادمة.