إنجاز صيانة محطة جندر الحرارية في ريف حمص – تقرير 2025

  • 5 آب 2025: بدء صيانة العنفة الأولى.

  • 9 آب 2025: وصول الغاز الأذربيجاني (1.4 مليون م³/يوم).

  • 31 آب 2025: إنجاز الصيانة وإضافة 90 ميغاواط.

  • أيلول 2025: عودة المحطة للتشغيل وزيادة 4–5 ساعات تغذية.

  • 25 أيلول 2025: زيارة وزير الطاقة وتأكيد عمل المحطة بكامل طاقتها لأول مرة منذ 13 عامًا.

تم إنجاز أعمال الصيانة الشاملة في محطة جندر الحرارية بريف حمص خلال عام 2025 في حدث اعتُبر من أبرز التطورات في قطاع الطاقة السوري، إذ عادت المحطة للعمل بكامل طاقتها لأول مرة منذ ثلاثة عشر عامًا بعد جهود مشتركة بين وزارة الأشغال العامة والإسكان وشركة “إنرجي كير” التشيكية وبمشاركة كوادر وطنية متخصصة.

 

وزير الطاقة السوري في محطة جندر
وزير الطاقة السوري في محطة جندر

بدأت عمليات الصيانة في الخامس من أغسطس حيث باشرت مؤسسة الإنشاءات العسكرية وبالتعاون مع فرع شركة “إنرجي كير” في سوريا العمل على العنفة البخارية الأولى، وشملت هذه العمليات استبدال شفرات العنفة وملفات المولد الرئيسي ضمن خطة طموحة لإنجاز العمل خلال عشرين يومًا فقط. وقد تميزت هذه المرحلة بالاعتماد الكامل على الخبرات الوطنية، وهو ما عزز الثقة بالقدرة المحلية على تنفيذ أعمال معقدة بهذا الحجم.

في الثامن من أغسطس شهدت المحطة حدثًا مهمًا تمثل بوصول الغاز الطبيعي الأذربيجاني لأول مرة إلى محطة جندر بكمية بلغت نحو 1.4 مليون متر مكعب يوميًا، وذلك بحضور معاون وزير الطاقة لشؤون النفط غياث دياب ومحافظ حمص الدكتور عبد الرحمن الأعمى، الأمر الذي أسهم في دعم تشغيل المحطة بالوقود الأنسب لتقليل الكلفة وزيادة الكفاءة.

وبنهاية أغسطس، أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان إنجاز الصيانة بنجاح بالتعاون مع “إنرجي كير”، حيث اكتملت عملية إصلاح شفرات العنفة واستبدال ملفات المحرك الكهربائي بما أضاف قدرة إنتاجية جديدة بلغت نحو 90 ميغاواط للشبكة الكهربائية الوطنية. هذا الإنجاز أعاد الأمل بعودة المحطة إلى مكانتها المركزية في تزويد الكهرباء لمختلف المحافظات.

مع حلول سبتمبر دخلت المحطة فعليًا في مرحلة التشغيل بعد إعادة تأهيل العنفة الأولى، ما انعكس مباشرة على الواقع الكهربائي في سوريا بزيادة ساعات التغذية بمعدل أربع إلى خمس ساعات يوميًا. وفي الخامس والعشرين من الشهر نفسه زار وزير الطاقة محمد البشير محطة جندر مؤكدًا أن المحطة ولأول مرة منذ ثلاثة عشر عامًا تعمل بكامل مجموعاتها، مشددًا على أن هذه العودة تمثل خطوة محورية في دعم المنظومة الكهربائية الوطنية.

شركة “إنرجي كير” التي تأسست في التشيك عام 1989 راكمت خبرة تمتد لثلاثة عقود في إصلاح المولدات والمحركات الكهربائية عالية الجهد، وقد افتتحت فرعًا لها في دمشق لتقديم خدمات متكاملة لمحطات التوليد والصناعات الثقيلة. وأكدت مديرة التخطيط في فرع الشركة بحلب أحلام أصلان أن تنفيذ المشروع تم بكفاءات محلية بالكامل، ما يعزز القدرات الوطنية ويخفض التكاليف ويضمن استقلالية فنية طويلة الأمد.

الأثر المباشر للصيانة تجلى في إضافة ما بين 90 و100 ميغاواط من القدرة الإنتاجية، ورفع إنتاج المحطة إلى حدود 700–800 ميغاواط يوميًا بفضل تشغيلها بالغاز الأذري، في حين تسهم المحطة حاليًا بما يقارب 20% من إجمالي إنتاج الكهرباء في سوريا. هذه الأرقام تعكس دور محطة جندر بوصفها الركيزة الأساسية للشبكة الوطنية بقدرتها التصميمية التي تصل إلى 1050 ميغاواط، فضلًا عن موقعها الجغرافي على بعد 30 كيلومترًا جنوب مدينة حمص الذي يجعلها حلقة وصل استراتيجية بين شبكتي دمشق وحلب.

إعادة تشغيل المحطة بعد سنوات من التوقف نتيجة الأضرار الناجمة عن الحرب ونقص الوقود والإهمال يمثل نقلة نوعية في مسار قطاع الكهرباء السوري. كما أن إدخال الغاز الأذربيجاني في إطار الدعم القطري عزز فرص الاستقرار، إذ يتيح توريد ما يزيد على ثلاثة ملايين متر مكعب يوميًا من الغاز لتغذية محطات التوليد.

هذا الإنجاز يفتح الباب أمام خطط توسع تشمل تشغيل محطتي الناصرية وتشرين بما يرفع الإنتاج إلى نحو 900 ميغاواط إضافية، ويؤكد أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تحقيق الاستدامة وتطوير القدرات المحلية. نجاح محطة جندر في استعادة كامل طاقتها يبرهن أن تجاوز التحديات ممكن، وأن قطاع الطاقة السوري قادر على النهوض مجددًا إذا توفرت الإرادة والدعم الفني والمالي المناسبين.

Leave A Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *