دمشق – بوابة الطاقة المتجددة في سورية

في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى تطوير قطاع الطاقة وتعزيز كفاءة استخدامها، تم اليوم توقيع مذكرة تفاهم بين المركز الوطني لبحوث الطاقة من الجانب السوري، وشركة “إيبروبلان” الألمانية، وبالشراكة مع جامعة “روستوك” الألمانية، وذلك بهدف التعاون في مجال رفع كفاءة الطاقة في المنشآت المعمارية السورية.

تمتد مذكرة التفاهم على مدى عامين، وتتضمن مجموعة من المشاريع والأنشطة العلمية والفنية الهادفة إلى تطوير المعايير الوطنية في تصميم وتنفيذ الأبنية بما ينسجم مع متطلبات كفاءة الطاقة الحديثة. وتأتي هذه الخطوة ضمن رؤية شاملة يقودها المركز الوطني لبحوث الطاقة لإدماج مفاهيم الاستدامة في مرحلة إعادة الإعمار.

أكد مصدر في المركز الوطني لبحوث الطاقة أن المذكرة تشكل محوراً أساسياً في استراتيجية المركز، خاصة في ظل الحاجة الملحّة إلى ترشيد استهلاك الطاقة في القطاع السكني والتجاري، مشيراً إلى أن التعاون مع المؤسسات الألمانية سيسهم في نقل الخبرات المتقدمة إلى الكوادر السورية.

تتمحور أهداف المذكرة حول خمسة اتجاهات رئيسية هي:

• تأهيل الكوادر الهندسية السورية من خلال برامج تدريبية متخصصة بإشراف خبراء ألمان
• تحديث كود العزل الحراري السوري الصادر عام 2007 ليتماشى مع المعايير الأوروبية
• دعم مرحلة إعادة الإعمار عبر وضع أسس جديدة للبناء الموفّر للطاقة
• نقل الخبرات الألمانية في تصميم الأبنية المستدامة، وتحقيق الاستخدام الأمثل للعزل الحراري بما يضمن تخفيض الاستهلاك الطاقي وتحسين كفاءة التشغيل.

تتضمن المذكرة أيضاً تنفيذ مجموعة من الأنشطة التطبيقية تشمل تفعيل الكودات الوطنية الخاصة بكفاءة الطاقة، إعداد أطلس حراري يحدد احتياجات كل منطقة من حيث العزل، تجهيز مختبرات المركز بأجهزة متطورة لقياس وفحص كفاءة المواد، وتطوير برمجيات هندسية لتحليل أداء الأبنية الطاقي.

ويأتي هذا التعاون ضمن سياق عالمي متزايد الأهمية، حيث تشير الدراسات إلى أن قطاع الأبنية مسؤول عن ما بين 30 إلى 50 بالمئة من إجمالي استهلاك الطاقة في العالم. ويهدف المشروع إلى إدخال مفهوم الأبنية منخفضة الاستهلاك الطاقي إلى البيئة السورية، بما ينسجم مع المعايير الأوروبية في تصميم المباني المستدامة.

كما تأتي المذكرة بعد توقيع اتفاق داخلي بين المركز الوطني لبحوث الطاقة ونقابة المهندسين السوريين لتطوير كود العزل الحراري وتنظيم دورات تدريبية مشتركة، ما يعكس تكامل الجهود الوطنية في مجال كفاءة الطاقة.

ويرى خبراء في قطاع الطاقة أن هذه الخطوة تمثل تحولاً نوعياً في مسار تطوير البنية التحتية في سوريا، إذ تسهم في خفض استهلاك الطاقة بنسبة قد تصل إلى 35 بالمئة في الأبنية الجديدة، وتخفف الضغط على الشبكة الكهربائية الوطنية، وتؤسس لمرحلة جديدة من التصميم الهندسي القائم على كفاءة الطاقة والاستدامة.

تأتي مذكرة التفاهم السورية – الألمانية في لحظة مفصلية تعكس التزام سوريا بالتحول نحو سياسات طاقية أكثر ذكاءً واستدامة، وبناء بيئة عمرانية تعتمد على كفاءة التشغيل وترشيد الموارد، بما ينسجم مع توجهات إعادة الإعمار الحديثة القائمة على أسس علمية واقتصادية متوازنة.