بدأت الثورة السورية في 2011 وانتصرت في نهاية 2024.
خلال هذه الفترة وبسبب المعارك التي حصلت , كان هنالك تأثير واضح على البنية التحتية للكهرباء في سورية , و كمحلل في قطاع الطاقة , قمت بإجراء دراسة بسيطة حول قدرة محطات توليد الكهرباء في سورية لتوضيح كمية الكهرباء التي فقدت بسبب الدمار بناء على أرقام وزارة الكهرباء السورية .
يكشف هذا المخطط البياني قصة قطاع كهرباء استنزفته سنوات من المعارك. ومن خلال قراءة البيانات يمكننا استكشاف الفجوة بين القدرة الاسمية لكل محطة(بمعنى القدرة الأصلية للمحطة) والقدرة المتاحة في عام 2024. هذه الإحصائيات ليست مجرّد أرقام؛ هي خريطة للأضرار المتراكمة: محطات حرارية كبرى مثل حلب ومحردة وزيزون وبانياس وتشرين تقود خسارة الميغاواط، وبعضها يقترب من تعطّل كامل (زيزون ومحردة ,خسارة نسبية تقارب 100%)
هذا لا يعكس ضرراً إنشائياً فحسب، بل أيضاً انهيار منظومة الإمداد: وقود غير مستقر، قطع غيار نادرة، خطوط نقل متعبة، وكوادر تشغيل مشتتة. لذلك نرى محطات قليلة تُحدّد مصير المنظومة كلها.
بشكل عام فقد انخفضت قدرة محطات توليد الكهرباء مجتمعةً بما يقارب 50% من 8.3 غيغاواط إلى 4.3 غيغاواط .
اليوم, الحكومة السورية الجديدة تقوم بعمل إعادة تاهيل لخطوط النقل وشبكة التوزيع ضمن مشروع SEEP الممّول من البنك الدولي (منحة ~146 مليون دولار) لتمويل إصلاح خطوط 400 ك.ف وربطها إقليمياً (مثلاً مع الأردن وتركيا)، وإصلاح محطات تحويل تحتاج إلى قطع غيار وصيانة. (مزيد من المعلومات حول مشروع seep في التعليقات)
أيضا, مشروع استيراد الغاز الأذربيجاني, في إطار اتفاق ثلاثي بين أذربيجان وتركيا وسوريا، يهدف إلى تزويد دمشق بكميات من الغاز تُقدَّر بنحو 1.2 مليار متر مكعب سنويًا (3.4 مليون متر مكعب يوميًا)، تُضخ مباشرة إلى محطتي توليد الكهرباء في مدينتي حلب وحمص.ومن المنتظر أن يُسهم الغاز الأذربيجاني بزيادة إنتاج الكهرباء في سوريا بما يتراوح بين 1200 و1300 ميغاواط
بالإضافة لعقود مع شركات إقليمية كبرى مثل UCC , ACWA POWER لإنشاء محطات توليد بالطاقة التقليدية , ومحطات طاقة متجددة.
بهذه الخطوات، يتحول المشهد من دمار إلى خطة استرداد ممنهجة تعيد الثقة بالمنظومة وتؤسس لمرحلة استقرار كهربائي وتنموي جديد.
في التعليقات , يمكنكم الوصول لخريطة تفاعلية لمحطات توليد الكهرباء في سورية بسحب موقعها الجغرافي.
.
.